لا تخلو أي مدينة في العالم من تلك الفيلا المهجورة التي تمتلئ بالاشباح...تلك التي يحكي عنها العجائز ويحذر الاباء ابنائهم من لعب الكرة بجوارها..تلك التي حدثت بها العديد من حوادث الاختفاء التي حيرت العديدين رغم انك لا تصدق ولكنك تجد نفسك وقد جبنت ان تذهب الي هناك معللا ذلك بلامبالاة منطقية تجعلك امام الناس شجاعا مهيبا لا تعبأ بالهراء
ربما تجد سائقي سيارات الاجرة يدورون حولها في وجل حتي وان طال الطريق وربما رفض ان يقلك لو كنت تقطن بالقرب منها...حتي المرتزقة الذي يجمعون اي شئ وكل شئ من تلك البيوت المهجورة وما حولها تجدهم زاهدين فيها وان حوت كنوز الابدين...يبسمل العجوز الطيب الذي يركب دراجته العتيقة ويحوقل حين يعبر بجوارها بعد صلاة الفجر..تظل هي...حلم المراهقين في الاستكشاف والعشاق في الخلوة والمشردين في المبيت لكن أحدهم لا يجرؤ حتي علي الاقتراب منها
أنت تعرفها...تلك التي يصدر منها صوت الصراخ ليلا وضجيج الحركة المستمر..والاضواء..لا بد من ذلك الضوء الخاطف الذي يلمحه أحد العابرين ممن هزمت شجاعتهم خرافات الأجداد فولت هاربة مع اول اختبار...ماذا عن مواء القطط المذعور المستمر في تلك الليلة بعينها من كل عام؟؟؟..دعك من الامطار الغزيرة ولكنه لسان البرق الذي يجلد المدخنة العتيقة ممزقا غشاء المساء فلا تنهار رغم قدمها...الضوء الاحمر الذي ينسال بين جنبات الجدران وشقوقها والذي يمتزج بسحابة دخان واصوات تبدو قادمة من اعمق اعماق الجحيم...تلمح تلك الظلال علي جدرانها حين تعبر سيارة فيضرب نورها ذلك الجدار المقابل...ظلال لبشر قد كفوا عن الوجود..وربما هم في ذلك البعد الذي تراه الحيوانات فتجفل وتصدر تلك الاصوات المذعورة..لا تدري كم سمك الجدار ولكنه بالتأكيد اسمك من تلك الملاءات البيضاء المستخدمة في مسرح خيال الظل..تلك الظلال التي تتحرك حركة ابطا وأسرع من ادراكك فلا تميز ماتفعله
ربما ليس ذلك غريبا فانت قد اعتدته علي اي حال...فقط تأخذ وقتا كي تعتاد ان يحدث هذا امامك ويظل الناس يتحدثون ويبسملون ويتناقلون الاخبار وانت تعلم وهم يعلمون ان تلك الفيلا قد احترقت علي بكرة ابيها في احدي تلك الليالي ومازالت تظهر كأن لم تحترق...بجدرانها واشباحها وظلالها واصواتها